top of page
صورة الكاتبAnas Ad

معاً لوهن نفسيّة أيّ شيء... السُّودان نموذجاً

تاريخ التحديث: ١ أبريل ٢٠٢٢





"مكتول هواكِ يا كُردفان" بصوت عبدالقادر سالم إضغط هنا


ملحمة كردفان الحديثة- سوق بحري كامـــيرا المُتَلَمّس






تقاسيم، وأقاليم، وسوائل

أنتَ الآن في ربيع 2017، تَنقُلُك طائرة من بيروت، ترانزيتاً بدبي، إلى الخرطوم، لأنه ما من نقل مباشر بين المدينتين. لا شيء مُميّز في الأرض ولا السّماء سوى رماديّةٍ تبتلعُ الجوّ وتبخُّ غيمةً من الملل والجوع والملل من الجوع، والأحاديث لمجاوِر لك في المقعد يُخبرك شيئاً يبدو طازجاً "هل تعلم أنّ جدي المك نِمِر؟" قبل أن تكتشف في اليوم التالي، أنّ نصف سكان الشّمال جدهم ذلك المَك. مع تتالي الأيام والأختام والمعاملات والصُّداعات، ونفاد الصّبر وعُسْرة الشّغل، وانحطاط الأُجور، ولكثرة ما تقصد المَك ــ الصيدلية، وتعبر المَك ــ الكوبري، لن تأتي "ثورة المكوك والكنداكات" بعد عامين، وفيها شيء من لغةٍ تسترعي التأويل الطازج الرّفيع، بعيداً عن الخزّان الدلالي لكلمات فقدت سحرها وجِدّتها.

هذا ولم نَقُل شيئاً إنّ المَك نمر في الرّواية الخليجية للسودان ليس مَكّاً ولا نمراً إنما مُجرّد "طويل عمر"، كذلك الخرطوم بأحد وجوهها، وبابتسامة مُشفقة، ليست أكثر من مدينة خليجية.. إنّما بلا نَفط. كيف لا؟ والمشروع الحضاري الإنقاذي قد ضرب بسيف الخلجنة بوصفها الكاريكاتير القزَم عن القومية العروبية المُؤسلمة، والسّيف الأقرب والأسهل امتشاقاً في وجه خلطة الإثنيات العرقية الطويلة العريضة في السودان، والحل الأيديولوجي لكوارث الفوارق الطبقية وسوء التنمية. على سيرة الإنقاذ، ليس عندي وصفة جاهزة للحديث عن هذه التجربة أو تصور شيطنة مطلقة عنها، كما يحلو لفيتيشيّي الثّورات العربية أن يفيضوا بخيرهم الذي "لا ينطق عن هوى" إنما شيء أسوء بكثير من الهوى!

بعد يومين من هبوطك أرض المطار، تتّجه لأقرب سوق شعبي، للمْلَمةِ حوائجك اليوميّة في بلدك الجديد، تستلُّ بَنْبَراً حديدياً لتجلِسَ قبل أن تكتشِفَ اسم القهوة الأعظم، الذي إذا ما دُعِيَت به لذعت، أو سُئلَت به أعطت، إنّها الـ جَبَنَة. لكنّك قد تعود عودةً نوستالجيةً إلى الـ متّة، لِمَ لا؟ عازفاً عن الأولى «الـ جَبَنَة» وواقعيتها، وعازفاً عن عزوفك في أرض الوطن السّوري عن الثانية «الـ مَتّة» إنّه نفيُ النَّفي إذن. ولمّا كانَ في الثانية أيضاً ما فيها من تعليب الأنماط والأحكام والسّحر الذي كُنتَ لا تريد أن تخضع له وتقاومه في مكان ما، صارَ لا مشكلة لك معه إذا أنتَ دَحَيتَ الأمْكنة! وقديماً سمّتِ العربُ السّفَرَ سفَراً لأنّه يُسْفِرُ عن أخلاق القوم.

ما بين عَجاج وقمرالدين.. من اتصال

ما إن تنتهي تلك الوَنَسة، وهي بالمناسبة لا تنتهي، كونها ضرباً من الدُّرْبة على ماتريوشكا التّعطّل، حتى ترفعَ رأسك دائخاً من تحت شجرة النّيم. فتجدَ صورةً تدعوكَ لإحياء السّنوية الأولى لعرّاب الحركة الإسلامية، الشيخ حسن التّرابي، مُبتسماً ابتسامتَه المُعتادة التي لا تستطيع أن تميّزها هل هي تنتمي إلى: 1) مرحلة "إذهَبْ إلى القصر رئيساً وأذهبُ إلى السّجنِ حَبيساً". تلك الحذلقة الميكافيلية، التي وجّهها لقائد انقلاب 1989 عُمر البشير. ستضيفها بعد 30 عاماً الفنّانة نانسي عجاج إلى أغنيتها ميلاد لتبدوَ المقولة خارجةً من كهف الشّر المحض وناطقة أبديّة باسمه، ثم لتنقضَها وتدكّها عجاج بسوبرانو الخير منقولاً عن الطّيب ــ المتفاجئ ــ الصّالح "من أينَ جاءَ هؤلاء؟". لكن لو أنّ عجاج ردّت على ثنائية الحبيس والرئيس "الشريرة" بغير تلك الفُجائية الطّيبصالحية، واستعانت مثلاً بـ خربانة ام بناية قش لفرح ود التكتوك، أو على طريقة بهجة الدّيار السودانية وملكة الرّق ميادة قمرالدّين، في أغنيتها واقفين رتج من ألبوم كوكتيل الحماسة، كانت قد شدّت (أي عجاج) عزم السوبرانو الثّوري، برؤيوية حتميّة مُمَنّعة عن مفاجآت على وزن من أينَ جاء المئة كفّ غدر هؤلاء؟

بالعودة إلى تسجيع الحبيس والرّئيس، فالرائج فيها أنّها قيلت في سياق اتّخاذ الترابي لحركة الضبّاط، وعلى رأسهم عمر البشير، مِجَنّاً لكي لا يُثير شكوكاً دوليّة صريحة حول علاقته بانقلاب 1989 الذي أطاحَ برئيس الوزراء حينها، وشقيق زوجته وقائد حزب الأمّة إلى يوم النّاس هذا، الإمام الصّادق المهدي. مقولةٌ اعتُبرت تمويهاً كي لا يأخذ الانقلاب طابعاً إسلاميّاً منذ بدايته، إلى أنْ يحوزَ التّمكينَ في الأرض، ويصدعَ الحبيس بالأمر، ويصبح لاحقاً رئيس برلمان الإنقاذ. وهذه أشياء لا يُتقنُها وخارج القدرات الاستيعابية لجماعة "من أين جاء هؤلاء؟" على امتداد الوطن العربي وليس في السودان فقط. يذهبُ الكاتب محمود المُعتَصم عميقاً في تشريح هذه الدعوى بين الترابي وصالح، عندما كتب «أنت لا تكسبُ المعركة السياسية أثناء الأحداث الكبرى، بل خلال السنوات الصامتة الخفية»

أم إنّها ابتسامة تنتمي إلى: 2) مرحلة "إنّي أشمّ في الخرطوم رائحة الياسمين" بعد أن تحوّل المُنظّرالانقلابي إلى داعية تغيير على طريقة ما بعد 2011، أي بعد قرابة عشر سنوات من ضيقه ذرعاً بثورةٍ خطّطَ لها، ولم تعد تستوعب طموحاته، وبداية ما يُسمّى المُفاصَلة بين المؤتمرَين الوطني والشّعبي. وممّا هو حاضر في الذاكرة السياسية السودانية العامة تلك المرويّة، عندما سُئل أحد قيادات المؤتمر الشعبي عن حال الشيخ في سجنه بعد إحدى فَتكات مُريده عُمر البشير المتكررة بأستاذه، مطالع الألفينيات، قال: يقضي يومَه على الأسودين (التّمر والماء)، قال: رأينا ثورةً تأكُل أبناءَها ولم نرَ ثورةً تأكُل آباءها!

السّواعد الخضراء

درداقة - عربة



تنتصفُ شمسُ سَنَتِك الأولى ما بين حواري الدّيم شرق، إلى الصّحافة زَلط، إقبالاً نحو أحياء الطّائف والريّاض وشارع مكّة، حقّاً إنّها الخلجنة، وإدباراً عن المايقوما والسّجانة وأبو حَمامة. ثمّ تمتثِلُ لسنةٍ كاملةٍ تقطعُ فيها مع محاججات شارع علي دينار، ونقاشاته التي تعوم على وجه مقالي الزلابية والشاي باللّبن، مُرتحلاً صوبَ حي عزيز كفوري، (أحد الأجداد غير المُباشرين لابن زحلة البار وائل كفوري) ذلك اللبناني الذي دخل السّودان مُترجماً للجيش الانكليزي، ولم يخرج منه أبداً إلا وهو تاجر أخشاب وحديد وإقطاعي كبير لم ينل شيءٌ من توسّعه سوى التأميم في الستينيات، ثم تفتيت المُلكية بين أولاده.

لكن بحري لا تُختَزل بكفوري وبرجوازييها، فهي لا شيء بلا سوقها، هناك فقط يُمكنُ للشُّفَّع أن يناموا في الدرداقات الموسومة بـ"السّواعد الخضراء"، أطفال قد قطعوا آلاف الكيلومترات صوب العاصمة حيث تتزاحم الأقدام والأرزاق يأتون من رَبَك، والمِجْلِد، وأم روابة، وتندلتي، وزالنجي. يستأجرون تلك العربات، مقابل خدمات العتالة التي يقدمونها بعرباتهم، من ساعات الفجر الباكر إلى المغرب يوميّا بلا انقطاع. لا خيار آخر أمامهم يمكن أن يحسن موقعهم التفاوضي مع شمس الخرطوم التي لا تَرحَم من جهة، وعنجهيّة "الجلّابة" الحَمقى من جهة ثانية، قبل أن يأووا إلى بيوت في الدروشاب والحاج يوسف وحلة كوكو، بيوت ليس لها من اسمها نصيب، هي اليوم في مَرمى الغرق الفيضاني لذلك الإله الأفعى!

مشاكل مَي

في إحدى أغنياته يقول طارق أبو كويك (الفَرعي): "إحنا مِش زَي دُبي وعِنّا مَشاكِل مَي"، وفي سياق مُتّصل يحضرني قول لوكيل مَحلّيّة أم دُرمان عندما استضافته قناة الجزيرة عام 2017 للحديث عن مشاكل المَي، فاستصغرها أمام عَظَمَة الحقيقة التاريخيّة الدامغة، ألا وهي أنّ مدينة الخرطوم هي مجمع البحرين الذي التقى عنده سيدنا موسى بسيّدنا الخِضر! صحيح أنّ دولة ذلك الوكيل قد بادت ودالت، إلّا أنّه يجب التّذكير فلا موسى ولا خِضر إلّا جعفر خِضر ذلك القضارفي العنيد.

في أن تكون الخرطوم مجمع البحرين لا القضارف أو نيالا مثلاً، فإنّ هذا محض أثقال لا يَطيقها خيال من أوهام المركزة والمَحلّويّة المُبالِغة في تقديرها لذاتها، من كوشية (الفينيقية طبعة السّودان) ترى حدودها الشمالية أقدام جبل المُقطّم، وهذا طبيعي بما أننا أبناء تاسيتي العظيمة والمَقرّة! – حسب نانسي عجاج، أو حسب الأسلوب المُتأخّر لـندى القلعة. إلى إسلاموية فولكلورية على طريقة علي دينار الذي كان يكسو الكعبة قرابة الـعَشر مرات في العام الواحد حتّى تظنّ أنّ الإسلام خرج من الفاشر وليس من مكّة. إلى توتيّة نقيّة (نسبة إلى الجزيرة توتي الواقعة في قلب النّيل وتفتقُ العاصمة المُثلّثة بعد أن كانت رتقاً) تخشى من سلبيّات الكوبري الذي يستجلب إلى الحِلّة (الحي) "الكُرَاع الغريبة"، كما يقول أحد عواجيز توتي في وثائقي تلفزيون العربي عن تلك الجزيرة التي تأبى أن تنزع السّحر عن وجهها. (المقصود بالكُراع: أي أَرْجُل الغرباء ويبدو أنّ المُتحدّث يقصد ناس بحري وبُرّي الذين يَبعدون عنه أقل من كيلو متر واحد) من خلال هذه الأسطرة نعود إلى المَك نمر، الذي يُتغنّى به قَبَليّاً على اعتباره ثاني من عذّب بالنّار، في إشارة لتحريقه أجناد محمد علي وابنه إسماعيل عندما غزَوا بلاده، في واقعة مشهورة. والمُعذّب الأوّل بالنّار معروف طبعاً.

بعد تعداد هذه الشُّعَب الاجتماعية، التي تمارس التورّم الذاتي الاستشراقي بحقّ نفسها، لا تتوقع أنّ أحداً من أفرادها قد يرتاح يوماً لسخريات أمادو (أحمد الشريف) اللّاذعة. هَبْ أنّنا استبدلنا مَشهد الكُرَاع الغريبة ومَجمَع البحرين بمحاولة ذلك المُدوّن المُحطِّمة لأساطير الفحولة في مقاله السّاخر تموز السّوري في خِدْر مهيرة. هل يصحّ بعدها في وعي الأرومة وعلم المَحتد وسلالات الأشراف القول: "هل تعلم أنّ جدي أبو غسان صاحب أول محل زعتر حلبي في الخرطوم تنين؟"

خندق الثّوار واحد

لكن إذا كُنّا لا نتوقّع شيئاً خارج الصّندوق من العجائز والحَبُّووبات الذين يتدثّرون بمواقد دفء الجماعة، وأساطير الذّات ومركزيتها التاريخيّة المزعومة، فالعجب عندما تجد مثقفين راسخين في "نقد اليسار الهوياتي والصوابية السياسية" لدرجة إذا عثرت بغلة في العراق يُحمّلون المسؤولية لإدوارد سعيد. تجدهم يتبنّون خطاباً فيتشيّاً عن الثورة السودانية، وكأنّ عقدة ذنب ما تجاه هذا البلد تدفعهم للتضامن السّمج معه، وبالأخص مع الحزب الشيوعي السّوداني. على العلم أنّ في سوريّا أربعة أحزاب شيوعية رسمية، حسب آخر الإحصاءات، ولا يعتقد أنّ كلّها نواقص أو محط سخرية إلا بعض "العباقرة" من أصحاب الإنجازات العظيمة، ومن جهة ثانية ليس الشيوعي السّوداني بعيداً عن تلك النسخات الحزبية ولاعن لغتها وقاموس مُفرداتها أصلاً!

فكيف لو علمنا أنّ حزب البعث العربي الاشتراكي ــ فرع السّودان، كان من أوائل المشاركين بمواكب الرّحيل، أواخر 2018 في ميادين العاصمة من جاكسون إلى أبو جنزير، جنباً إلى جنب مع الشيوعي وتجمّع المهنيين (الذي كان في طور الغموض حينها). وعند اعتقال القيادي البعثي علي الرّيح السّنهوري، صار شعار "صامِدٌ يا بعثُ صامد... أنتَ في سُوح النّضال" يتردّد ولو في أوساط قليلة، حقاً إنّها كلمات الشّاعر الكبير سليمان العيسى التي لا تُخطئها أذنُ سوريّ أينما حلّ، إنما لمتطلّبات اللّهجة السّودانية قُلبتْ ألف "ساح" إلى واو "سوح". وهذه أيضاً أشياء لا يُتقنُها وخارج القدرات الاستيعابية لجماعة "من أين جاء هؤلاء؟" فرع سوريا.

أمّا الأكثر بؤساً فهو تبنّي مقولة "الشعب الطّيب" بالحرف الواحد في توصيف السّودان وأهله، هناك من يضيف اليَمن برواية أُخرى، فإذا أرسَل لك شخص سوداني طلب صداقة فاعلَم - هداك الله - أنّ غيب الغيوب قد خصّك بالمعرفة، المعرفة التي لم تلوّثها تجربة، المعرفة التي لم تلوّثها معرفة! (إشمعنى؟ لا مؤاخزة؟) قبل أن يتم تصوير السّودان كمكان حميمي يُشتَهى السّفر إليه! أستذكر هنا مقطعاً في تشخيص هذه الحالة نقله لنا إدوارد سعيد مُستعيناً بمفهوم شاعرية المكان عند باشلار، وأورده في كتابه الاستشراق، حول «تلك المشاعر التي تنتابُنا بأنّنا كان يُمكن أنْ نحسَّ بمزيد من دفء الانتماء في القرن السّادس عشر، أو جزر تاهيتي في جنوب المحيط الهادئ».

وحيث لا يسعنا أن نمنع ذلك الاشتهاء عن موضوعه طبعاً، يُمكن في المُقابل أن نُسدي له معروفاً، ونذكّره أنّ لا فيزا للسّوري إلى السّودان ما دامَ النّيل يجري، وهذا الشّعار كان من أولويّات قيادة المؤتمر الوطني القابعة حالياً في سجن كوبر، أو "الكيزان" حسب التّسمية الثّورية. عدا أنّ الأزمات المُتراكمة، تدفع الكثير من القوى الحزبية الرّجعيّة ليس فقط للتآمر مع المكوّن العسكري، إنّما لمعالجة تلك الأزمات من خلال المزاودة بخطاب المَحَلّويّة الضّيقة، والتّطيُّر من الأجانب... بعد هذا من الأجدر، أن يُهدّئ المرء من غلوائه تجاه أي شيء، سودان وغير سودان، فكيف إذا كان يُعرّف نفسه بوصفه مُشتبكاً مع الصّوابية السياسية، مع أنّه في موقفه هذا يصدر عن منطق أبأس مما ينقُده عادةً. غير ذلك لا يَسعُنا القول إلا: ما الذي تنتظره يا زول عليك الله؟ إذهب الآن الآن وليس غداً، دعِ الوهن يمتحن حماستك ويقينك لأي شيء ولو لمرّة. مع أنّي أشكُّ بهكذا أدوات معرفية أن تفقه البلد سواء من داخله أو من خارجه.

- سوق أم درمان - كاميرا المُتَلَمِّس

قـَـفْـل

أخيراً: ما بين فنجان الـ جَبَنَة الأوّل (فنجان المَرْحَب بيك) حيث صورة سنويّة الترابي الأولى، وفنجان الـ جَبَنة الأخير (فنجان التوديعة) بعد سنتين، في سوق أمْ دُرْ على وقَع "حريّة سلام عدالة والثّورة خيار الشّعب"، كنتُ أجلس مع أحد الأصدقاء، من أصحاب السّر الذين لا يكفّ وطني "الغالي" عن ولادة أمثالهم، وبعد ساعات من وجوم ما قبل السّفر والوداع، وجدْتُه يُشغّل على موبايله أغنية سميح شقير عن الشهيد عبدالخالق محجوب، بعدك عايش ليمتحن ما تبقّى من كوكتيل الحماسة بشكل عام، ودون أن ينطق بكلمة أو أن نبتذل أي تحليل تشاؤمي سينتهي بوهن النّفسية كالعادة، غادرنا المكان تاركين خيوط البخور تتقطّع وتنْحلُّ، ثمّ تتقطّع وتنحلّ، بفعل ما لدخان الشّيّة وعوادم الرّيكشات من قوّة.

"مهما سدّوا دروب علينا.. حنكمّل مشوارِنا"

Comments


bottom of page